كُتب الباحث في هجرات المُوريسكيين، دكتور عبداللطيف عبدالغني مشرف

عبد اللطيف عبد الغني مشرف
حاصل على الدكتوراه في التاريخ السياسي- جامعة عين شمس تقدير مرتبة الشرف الأولى. باحث دكتوراه في العلاقات الد ولية جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم تركيا
- مدير الوحدة السياسية والاستراتيجية لمركز المجدد إسطنبول سابقًا
- منسق الشرق الأوسط لمنظمة إدارة الأزمات مقرها الدنمارك سابقًا
- منسق منظمة بدون أزمة تحت التأسيس
- منسق منصة أفق السياسية التابعة لأكاديمية الرواد الالكترونية
اربع كُتب حول المُوريسكيين

الكتاب الأول: دولة الأندلس الوجه الآخر للتاريخ.
هذا الكتاب يأخذك في رحلة عبر الزمن؛ مليئة بالعزة والكرامة بين أحضان الحضارة الإسلامية في الأندلس، ساردًا مختصرات من تاريخ الأندلس الذي يحتاج إلى موسوعات تاريخية كاملة. استخدم هذا الكتاب أسلوبًا جديدًا وبسيطًا، من أجل كسر سردية التاريخ، وأرقامه وأسمائه الكثيرة؛ التي يتوه القارئ وسط بحورها، ومن ثم ينساها ويخرج بقليل من العبر والدروس. تم عرض الكتاب بأسلوب بسيط محافظ على القيمة العلمية الموثقة، والأمانة في المعلومات بطريقة سلسلة وأدبية وممتعة للقارئ، والأهم من ذلك كله ربط الكثير من الأحداث بواقع الحاضر الذي يعيشه القارئ، وينغمس في أحداث الأندلس كأنه يعيشها ويراها بعينه. بعد كل فقرة أو حدث تاريخي أو فترة تاريخية مؤثرة، ستجد التعليق بعنوان فرعي، محدد بعنوان يدل على العظة والعبرة والتعلم، ومن ثم يبدأ استكمال الحدث التاريخي وفقراته من جديد، وهو أسلوب جديد لم يتبعه أحد في دراسة مواضيع تاريخية شائكة محافظًا على القيمة التاريخية، وتوثيق الحدث، وإسقاطه على واقع نعيشه ونلامس أحداثه. تم التعليق واستخراج العبر والدروس من كل موقف وحدث تاريخي أصلي بشكل محايد، وبنقد علمي بناء يظهر العيوب والمميزات، ويقدم الحلول والأفكار للإنسان والقيادات والدول من أجل التعلم والفهم للواقع وللأحداث.
صادر عن درا إبداع للنشر والترجمة – مصر.

الكتاب الثاني: هجرات الموريسكيين
«هجرات المريسكيين» كتاب يرصد مأساة مسلمي الأندلس عن طريق تتبع حكاية الموريسكيين وهم المسلمون الذين أُجبروا على اعتناق المسيحية بعد سقوط الأندلس، وتحديداً منذ سقوط غرناطة سنة 1492م، ومع أن الإسبان قصدوا بمصطلح «الموريسكيين» تصغير شأن هذه الفئة المسلمة داخل أراضيهم، فإن مصطلح «لموريسكي» استقر خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر وأصبح الاسم المعتاد لهم، وظلَّ الموريسكيون في نظر الإسبان مسلمون وإن أصبحوا «مسيحيين جدداً».
كما يتحدَّث الكتاب باستفاضة عن ثورة الموريسكيين المعروفة بثورة البشرات بقيادة «محمد بن أمية» والتي لم يُكتب لها النجاح فيشرح هنا عن أسباب إخفاقها وما تلاها من ازدياد الظلم والتضييق على المسلمين هناك.
يحتوي الكتاب أيضًا على فصول عديدة يتتبع الكاتب من خلالها هجرات الموريسكيين وتاريخهم وسرُّ وجود أحفادهم حتى الآن في المغرب العربي !
صادر عن دار الربيع للنشر – مصر.

الكتاب الثالث: الموريسكيون في إسبانيا
لم يكن يوم الثاني من يناير عام 1492م الموافق ليوم الثاني من ربيع الأول عام 897هـ حدثا عابرًا في التاريخ الإسلامي، فمأساة ذلك اليوم لا تقف عند سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، بل تعد بداية لعصر كامل من المحنة التي طالت الموريسكيين، وهم المسلمون الذين ظلوا في الأندلس بعد سقوطها بعد أن ركنوا إلى عهود الإسبان بالآمان الكامل على أنفسهم ودينهم وأموالهم ولغتهم وتقاليدهم، لكن هذه العهود التي تضمنتها وثيقة تسليم المدينة سرعان ما تهاوت لتبدأ معاناة الموريسكيين مع الاضطهاد والفصل العنصري على أيدي محاكم التفتيش.
وبالرغم من أن أحداث تلك المعاناة قد بدأت خلال القرن الخامس عشر وظلت حتى قرار الملك فيليب الثالث بالطرد النهائي لمسلمي الأندلس عام 1609م، إلى أن فصول تلك المأساة لا تزال تحظى بالدراسة من قبل الباحثين والمؤرخين العرب والإسبان معا. آخر تلك المعالجات التاريخية، كانت للدكتور عبد اللطيف مشرف، الباحث في التاريخ الأندلسي، حيث أصدر هذا العام كتابين عن مأساة الموريسكيين، صدر الأول عن دار «إبداع للترجمة والتدريب والنشر» تحت عنوان» «الموريسكيون في إسبانيا .. قصة الطرد الأخير» من تقديم الأستاذ الدكتور محمد على دبور، أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة
صادر عن دار إبداع لنشر والترجمة – مصر

أما الرابع فيحمل عنوان «مأساة أقلية: شعب الموريسكيين»، وهو كتاب مشترك مع الدكتور خضر السرحان من جامعة آل البيت من الأردن.
بدوره يؤكد الدكتور عبد اللطيف مشرف أنه سعى في الكتاب الأول «الموريسكيون في إسبانيا .. قصة الطرد الأخير»، إلى وضع أيدي الباحثين والمهتمين بالتاريخ الأندلسي على جوانب عديدة، ووثائق جديدة، ومعلومات مفيدة؛ ليصبح إضافة جديدة وثرية لمكتبة الدراسات الموريسكية.
ورصد الكتاب مأساة الأندلسيين المُنصرين خلال القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين، وتحديدًا بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الفردوس المفقود «الأندلس»، وذلك عام 1492م؛ فبعد هذا التاريخ شنت إسبانيا عملية اضطهاد كبيرة ضد المسلمين، رغم أعدادهم ومكانتهم الكبيرة سواء الاقتصادية أو السياسية داخل الأراضي الإسبانية.
وأضاف مشرف أن السلطة الحاكمة في إسبانيا قد أطلقت عليهم لفظ «موريسكُس»، وهم المسلمون الذين أُجبروا على اعتناق المسيحية بعد سقوط الأندلس، ثم مارست عليهم عمليات الاضطهاد الكبيرة من خلال محاكم التفتيش، التي استخدمت كل وسائل التعذيب تجاه المسلمين؛ لإجبارهم على التنصر
ورغم هذا التضييق تطرق الكتاب لمقاومة المسلمين وتحدي التعذيب والاضطهاد من أجل التمسك بعقيدتهم الإسلامية، وهويتهم العربية من خلال عدة ثورات، فضلا عن قصة اتخاذ قرار الطرد الأخير عام «1604- 1609م»، وأثر قرار الطرد على الاقتصاد والمجتمع الإسباني، ومعاناة هذه الفئة المقاومة، ومصيرها بعد قرار الطرد
صادر عن دار إبداع لنشر والترجمة – مصر
وعن الكتاب الرابع «مأساة أقلية: شعب الموريسكيين»، فأكد مشرف أن الكتاب قد سبح في المصادر المعنية خلال تلك المأساة لاستخراج العبر والدروس وتقديمها للأجيال القادمة

وأكد أن مأساة الموريسكيين في نهاية القرن التاسع الهجري-الخامس عشر الميلادي، لم تكن وليدة سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 897هـ/1492م، بل كانت امتداد لمأساة أخري هي مأساة المُدجنين، والمُدجنون أو «المورو» هم المسلمون الذين بقوا في الأراضي الأندلسية التي سقطت على أيدي الممالك المسيحية الإسبانية قبل سقوط غرناطة، وتعرضوا للاضطهاد الديني والعنصري من قبل الإسبان، وكانوا يقطنون بأعداد كبرى فى مناطق شرق الأندلس، ولاسيما مدينة بلنسية «فالنسيا» التي شهدت العديد من ثورات المسلمين منذ القرن الثالث عشر

وأضاف أن وجود مملكة مستقلة في غرناطة كان يمثل الضمانة الأخيرة لحقوق المسلمين في جميع أرجاء شبه الجزيرة الإيبيرية، وكانت هذه المملكة بوصفها دولة إسلامية تتفاوض مع الممالك الإسبانية المسيحية وهي: (قشتالة، وأراجون، ونافارا، والبرتغال) على معاملة المسلمين باحترام، والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية، فلقد كان يوجد بين جموع المسيحيين في جميع الأوقات من يود لو يرى مزيدًا من المساعي لحمل زملائهم المواطنين المسلمين على اعتناق المسيحية، لكن مثل ذلك الحماس الديني كان لابد أن يُكبح، لأن المسيحيين كان يمكن أن يجدوا أنفسهم في قبضة حكام مسلمين

وأشار مشرف، لقد كان هناك موريسكيون منذ العام 1500م فصاعدًا يعيشون في الأقاليم القشتالية (قبل أن يُوجدوا في أراضي أراجون، ونافارا) وهم المسلمون سابقًا، الذين تعمَدوا فى العلن، وغَدوا مسلمين في السر، تحت حكم المسيحيين لكن كلمة «موريسكي»، بحسب ما يذكر مشرف لم تكن قد أُدرجت في الاستعمال بعد، بل إنها لم تغدُ كذلك حتى أواخر ذلك القرن، ويطرح الكتاب سؤالا محوريا عن البحث في مسألة خطيرة: هل كان المسلمون أحرارًا في ممارسة دينهم في إسبانيا خلال القرن السادس عشر؟ ومهما يكن من أمر، فإن مصطلح الموريسكي قد اتخذ موقعًا راسخًا في الكتابات التاريخية، بحيث غدَا تجنبه مُدعاة لإثارة سوء الفهم

ومن جانبه فقد ذكر الدكتور خضر سرحان أن كلمة «الموريسكيين» قد غدت شائعة الاستعمال حتى في الكتابات العربية، وربما يكون قد فات الأوان اليوم لمحاولة استبدالها، ولكن من الواجب بذل كل جهد لتجنب ما قد تُحدثه الكلمة من مزالق مَذهبية، فمن هنا تحول هذا الشعب الأندلسي إلى أقلية مقهورة، بعد أن كانوا أصحاب حضارة، وأصحاب الكلمة في أراضي إسبانيا، ومعها البرتغال، فأصبح شعب الموريسكيين مأساة حقيقية؛ لذلك تم تسمية الكتاب «مأساة أقلية.. شعب الموريسكيين»

ويضيف أنه عند التدقيق في العنوان نتساءل كيف يتحول الشعب إلى أقلية؟، الحقيقة تكمن في توصيف الإسبان للموريسكيين على أنهم أقلية، رغم أنه بدراستنا للموضوع؛ وجدنا أن الموريسكيين إلى أن صدر قرار الطرد في حقهم عام1609م لم يكونوا أقلية، بل كانوا شعبا صاحب حضارة، وتجارة، واقتصاد قوي، لكنه أصبح بدون سلطة أو حكم سياسي إسلامي؛ وذلك بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين على أراضي إسبانيا عام 1492م، فبدأت سلسلة اضطهادات من السلطة، والكنيسة الإسبانية تجاه المسلمين، وبسبب عوامل التعذيب، والاضطهاد، والتضييق على معاشهم

هاجر الكثير منهم بعد سقوط غرناطة، فكانت هي ملامح التهجير الأولى، ورويدًا رويدًا، بدأ التضييق يزداد من قِبل محاكم التفتيش، فبدأ الكثير منهم يترك الوطن لينجوا بنفسه، وبعائلته، ودينه، ومن هنا أصبح عددهم يقِل، ومع ذلك ظل الكثير منهم متمسك بوطنه، ودينه، وعقيدته لآخر لحظة، إلى أن طُردوا جميعًا من إسبانيا، فأصبحوا أقلية بعد أن كانوا أعظم شعوب الأرض عِلما، وحضارة، ولعلنا اليوم نرى سيناريو الموريسكيين في واقع أمتنا، وواقع الأقليات الإسلامية في بلدان العالم، فمن هنا وجب سرد مأساة الموريسكيين، لاستخراج مآسي واقعنا الحالي لتتعلم الأجيال من التاريخ، لعلها تعي، وتفهم واقعهم
ويذكر الدكتور خضر سرحان: «تأتي بعض أوجه الأهمية في دراسة موضوع الموريسكيين، وبالتحديد دراسة «الموريسكيون في إسبانيا، واتجاهات هجرتهم»، والذي يفتح أيضًا مجالًا رحبًا لدراسة التاريخ الأوروبي في علاقته بالتاريخ العربي، والإسلامي
قائمة انباء