هل كان ابن مسرة القرطبي فيلسوفاً؟
بيلار غارّيدو كليمنتي * Pilar GARRIDO CLEMENTE
ترجمة: الحسن أسويق
بيلار غارّيدو كليمنتي
أستاذه في جامعة مورسيا ومنسقه حرم جامعة ماري نوستروم. دكتوراه في اللغة العربية من جامعة سالامنكا
الحسن أسويــق
باحث مغربي متخصص في تاريخ الأفكار العلمية قبل العصر الحديث، حالياً يعمل كأستاذ للفلسفة بكلية متعددة التخصصات بالناظور التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. من بين منشوراته، نذكر: «السياسة التعليمية بالمدارس المرينينة وأثرها على الحياة الفكرية»، و»المساجد والكتاتيب في العصر الوسيط الإسلامي: سياقات النشأة والتطور»
مُجمل المقالة:
نعرض بإيجاز، في مستهل هذا المقال، لأهم التواريخ المذكورة في المصادر عن حياة وأعمال ابن
مسرة الجبلي ) 883 م- 931 م(؛ بعد ذلك سندلي بدلونا بخصوص بعض جوانب الجدال الذي أُثير حول
الدراسة الرائدة لآسين بلاسيوس حول فكر صاحبنا القرطبي، سواء بعد الاكتشاف، مؤخراً، لاثنين من
أعماله أو قبل ذلك. بعدها سنتوقف، عرْضاً وتقييماً، على مختلف آراء المختصين في تحليل طبيعة الخطاب
المسرّي، متسائلين، في نفس الوقت، عمّا إذا كان يجب قراءة ذلك الخطاب كفلسفة أو كخطاب صوفي ذي
طابع عرفاني. وأخيراً، سندرج ترجمة مصحوبة بالشروح لكل المقاطع من العملين المعروفين الآن لابن
مسرة، واللذين يتحدث فيهما عن الفلسفة والفلاسفة
نبذة مختصرة عن حياة ابن مسرة
يرجع الفضل إلى ابن مسرة في نشأة أول حركة صوفية مشهورة بالأندلس في القرن الثالث للهجرة
والتي أرست في شبه الجزيرة الإيبيرية مرجعية ضامنة للاستمرارية وخط سالك معترف به، والذي بفضله
نجد أن المتصوفة الأندلسيين المتأخرين أمثال ابن عربي المُرسي، الذي ارتقى بالتصوف الأندلسي إلى أعلى
المراقي، كما تشهد على ذلك مجموعة من أعماله ؛ وابن المرأة أو الششتري من وادي آش ، يعتبرون ابن
مسرة واحداً من بين أكبر الشيوخ الذين كان لهم تأثير كبير عليهم
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسرة بن نجيح القرطبي الجبلي، وُلد في قرطبة، التي كانت
وقتئذ عاصمة الإمارة الأموية، عام 269 هجرية – 883 ميلادية من عائلة أصلها من الموالي )أعاجم تحت
الحماية( 4. توفي في منزله القروي }معتكفه{ بمغارات جبل قرطبة في 4 شوال من سنة 319 هجرية – ) 19
أكتوبر من سنة 913 م(.
ماذا نعرف، فضلاً عن هذا، عن حياة وأعمال هذا المفكر الذي اعتبره ابن عربي رجلاً «من أخير أهل
الطريقة » في العلم والحال والكشف؟
تابع القراءه هنا