حنوش الفنان العربي المُتميز في أوروبا
هذا الفنان المولود في الكوفة (العراق)، لم يترك بصمة في إسبانيا حيث يعيش منذ عقود فحسب، بل عزز مكانته على المستوى الدولي، وخاصة على الساحة الأوروبية. وقد تمكن، البالغ من العمر 66 عاماً، من الحصول على التقدير العالي من خلال أسلوبه المميز في الرسم، والذي يعكس ويدمج مجالات ثقافية مختلفة تأسر المشاهد في كل معرض ومركز ثقافي تُعرض فيه لوحاته
ولكن من بين أهم المعالم في حياته المهنية؛ هناك إنجاز غير مسبوق يُبرز فنان من أصول عربية: وذلك بعرض عمله «برج بابل»، في العرض الدائم في متحف الفنون الجميلة الشهير في بلباو ـ بلاد الباسك ـ إسبانيا. لا يؤكد هذا الاعتراف بمكانته كفنان ذي أهمية دولية فحسب، بل يؤكد أيضاً على أهمية الشمول الثقافي والمُتنوع في عالم الفن المعاصر الذي يحظى به
يسلط معرضه الأخير عام 2024، «شهرزاد والليالي العربية» الذي أقيم في الحديقة النباتية الملكية بمدريد، يسلط الضوء على قدرته في ربط الأدب بالرسم، وبالتالي يقدم رحلة فنية متعددة الثقافات تُبهر وتثقف في آنٍ واحد. ويستمر عمله في إثارة اهتمام مؤسسات مهمة مثل البيت العربي والمعهد الدولي للدراسات العربية والعالم الإسلامي، حيث أثبت انه صوت أساسي في الحوار بين الشرق والغرب من خلال الفن
تُحافظ لوحات حنوش على سمات واضحة من الفن الإسلامي. الأشكال الهندسية والخط واللون، هي من العناصر الرئيسية لعمله التصويري، وتضاف إليها الموضوعات المعاصرة والرمزية. وتتميز اللوحات بالإيقاع والتركيب المسطح (غياب العمق النظري)، في الشكل المُتناسب والرسم الذي يعمل بمثابة الحكم والتنسيق في الانسجام الخطي
يُغطي عمله موضوعات متنوعة للغاية: المدن، والمناظر الطبيعية، والحياة الساكنة، والرياضة، والشخصيات، والصور، وحتى مصارعة الثيران لها مكان في لوحاته. تمثل لوحات حنوش اندماجاً رائعاً يعكس عظمة الفن الإسلامي والجوهر النابض بالحياة للثقافة المعاصرة. إنه رسام له بصمة لا تُمحى على الساحة الفنية الإسبانية وخارجها، حيث استحوذ على انتباه الجمهور العالمي من خلال لغة بصرية فريدة وآسرة
سيرته المهنية تبدأ بمشاركته عام 1977 في معرض جماعي في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد، وتكرر في عامي 1979 و1981، بعده عرض لأول مرة بشكل فردي عام 1978 في معهد الفنون الجميلة. ومن عام 1979 إلى عام 1981 كان عضوا في رابطة الفنانين العراقيين وجمعية الفنون التشكيلية العراقية. وبعد أن أنهى دراسته في بغداد، سافر إلى روما وبودابست وتركيا واستقر أخيراً في مدريد عام 1981
حنوش حائز على الميدالية الذهبية ثــيار 2023. بين عامي 1985 و1986 فاز بجائزة كاسيميرو ساينز الشرفية، وجائزة الوصيف من المُنتدى الكاتالوني في مدريد، وجائزة فيلافيردي، والجائزة الثانية من مؤسسة بلاسينسيا، والجائزة الأولى من فيلا دي بارلا، وفورد إسبانيا، وباكاردي رم، وأداجا دي أفيلا، وجائزة فالديبينياس، وتم اختياره لجائزة غويا للرسم وفاز بجائزة BMW. في الوقت نفسه، درس للحصول على شهادة في الفنون الجميلة والدكتوراه في جامعة كومبلوتنسي، وقام بتدريس دروس الرسم وإعداد أطروحة الدكتوراه. وفي محاولة للعودة إلى أصوله والبحث عن روابط ثقافية، اختار عمل الواسطي، وهو رسام عراقي من القرن الثالث عشر كان شخصية رئيسية في مدرسة بغداد، حيث تصور مخطوطاته المصورة الشخصية البشرية. دافع عن تخرجه في عام 1991 وحصل على درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة. تم نشر الأطروحة في عام 2001
قائمة انباء